القطاع:
الطيران والصيانة
عدد الموظفين:
أكثر من 3,500
الحل:
نظام إدارة التوظيف وتهيئة الموظفين الجدد + نظام اختبار المرشحين
حين يلتقي الطموح بالدقة: كيف أعادت «السعودية لهندسة الطيران» هندسة التوظيف؟
في عالم لا يحتمل التأخير، حيث تعني كل دقيقة.. طائرة أقل في الخدمة، تأتي صناعة صيانة الطيران بوصفها واحدة من أكثر القطاعات تعقيدًا وحساسية. «السعودية لهندسة الطيران» تعرف هذا التحدي جيدًا، فهي تدير عمليات صيانة تخدم أكثر من 60 شركة طيران، مدنية وعسكرية حول العالم.
لكن رغم هذا الحضور القوي، كانت هناك تحدي كبير لتحقيق أهداف المملكة 2030، فما هو وكيف أعادت السعودية لهندسة الطيران تشكيل مستقبل التوظيف لديها؟
التحدي: عندما تتعقد البنية، تختبئ المشكلات خلف «الروتين»
في أعقاب جائحة كوفيد 19 التي قلبت موازين العالم، وجد قطاع الطيران نفسه بين أكثر القطاعات تأثرًا، ليس فقط من جهة التشغيل بل من جهة الثقة بالأكثر. فكثير من الكفاءات قرروا الابتعاد عن هذا المجال، وظلوا مترددين في العودة إلى بيئة فقدت استقرارها الوظيفي.
وسط هذا المشهد، لم يكن أمام إدارات الموارد البشرية سوى خيار واحد وهو إعادة بناء الثقة واستعادة الكفاءات وابتكار أدوات جديدة تليق بتحديات المرحلة. تقول نسرين القشجري مدير عام استقطاب المواهب وعمليات الموارد البشرية في شركة السعودية هندسة الطيران:
كان قدامنا مشوار طويل للتعافي، خصوصا إن كثير من المواهب ظلت مترددة ومتخوفة من العمل مجددًا في قطاع الطيران بعد اللي صار، فكان دورنا نحن كموارد بشرية في قطاع الطيران جدًا محوري؛ حتى نتمكن من تحقيق رؤية 2030 للمملكة التي حظي قطاع الطيران فيها بأهداف عريضة، فكان التحدي أمامنا كيف نجذب هذه المواهب مجددًا إلينا، خصوصًا وأن المواهب في تخصص هندسة الطيران -بالتحديد- تتسم بقدر عالي من الندرة
نسرين القشجري
مدير عام استقطاب المواهب وعمليات
التحوّل الإستراتيجي: من الاستجابة إلى السبق
ومع رؤية المملكة 2030 التي تضع قطاع الطيران في قلب طموحاتها التنموية، لم يعد كافيًا ملء الشواغر فحسب. بل كان المطلوب من نسرين وفريقها: إعادة بناء القوى العاملة بنهج إستراتيجي طويل وقصير الأمد.
صرنا نخطط بفكرتين متوازيتين: كيف نوظف لستة أشهر قدّام، وفي نفس الوقت لخمس سنوات قدّام. وفي ظل ضغط متزايد على التوظيف –خصوصًا لفنيي صيانة الطائرات في منطقة عمل تتجاوز مساحتها 10 مليون متر مربع– بدأت الحاجة تتبلور لنقلة نوعية في التفكير: فلم تعد الموارد البشرية مجرد قسم تنفيذي مهتمه تنظيم المقابلات وفقط، بل أصبحت شريكًا فعالًا في صناعة القرار
في هذا السياق، اتخذ الفريق قرارًا إستراتيجيًا: وذلك بالتحول من معالجة طلبات التوظيف إلى استشراف الاحتياج، ومن الإجراءات اليدوية المرهقة إلى أنظمة ذكية تراعي الكفاءة والوضوح. ولحسن الحظ؛ فلم يكن الخيار مجرد أداة، بل شريك نجاح أضاف الكثير.
تصف نسرين تلك المرحلة بقولها:
الضغط كان عالي والتحدي كبير، فما كنا نقدر نكمل بنفس الآليات القديمة. فكانت مهمتنا أولًا كيف نجذب هذه الكفاءات وكيف نستبقي الكفاءات الموجودة عندنا ثانيًا، ولهذا كان الاتجاه نحو الاستثمار في التكنولوجيا في أثناء التوظيف.
دخول تالنتيرا ونقطة الانطلاق
فريق التوظيف في السعودية لهندسة الطيران لم يكن يفتقد للخبرة. بل كان يمتلك أدوات تقليدية اعتاد العمل بها، وهذه الأدوات لم تكن تواكب طموح الفريق ولا تعكس حجم المؤسسة. لذلك فإن المرونة التي يتمتع بها
تالنتيرا لم تسبب أي عشوائية في مراحل التبني الأولى له، مع الأخذ بالحسبان بأن كل نظام جديد يمر برحلة إقناع داخلية. فلم تكن السعودية لهندسة الطيران استثناءً. تتحدث نسرين عن ذلك بصراحة:
كان في تردد في البداية من الفريق. طبيعي، لأن التيم شغال تحت ضغط كبير، ومجرد فكرة تغيير النظام كانت مخيفة، لكن لما استعرضنا النظام معهم، صاروا متحمسين جدًا لتجربته وللنتائج اللي راح يحققوها من خلاله.
لم تتسم مرحلة التكيّف مع النظام بالهدوء والاستقرار فقط بل ساعدهم تالنتيرا على تحقيق أحد أهدافهم الإستراتيجية في عام 2024 والتي كانت تتمثل في أتمتة كاملة لعملياتهم بحلول نوفمبر، لكن بفضل كفاءة تالنتيرا بلغوها في مارس من العام نفسه.
عندما تتحدث النتائج عن نفسها
منذ اللحظة الأولى، لم يكن التعامل مع تالنتيرا مجرد اعتماد على برنامج. بل كان تعاونًا لبناء نظام يستوعب تعقيد العمليات وخصوصية قطاع الطيران وحجم الضغط العملياتي فيه، تصف نسرين حجم التغيير بقولها:
كنّا نشتغل بتدفق داخلي خاص فينا، وأنتم خذيتوه وبثيتوا فيه الحياة. حولتوه من تدفق خام إلى تجربة رقمية متكاملة، توفر الوقت وتقلل الأخطاء
هذا إضافة لكثير من المعايير التي يعتني بها العاملون في استقطاب المواهب، فتم تقليص متوسط وقت التوظيف من 110 يوم إلى 80 يوم –وللمواطنين السعوديين إلى 40 يوم فقط– دون التنازل عن الجودة. كما أصبحت رحلة كل مرشح مرئية لجميع المعنيين عبر لوحات معلومات لحظية.
ويصف لنا معاذ عيسى: مشرف استقطاب المواهب في الشركة التأثير الإيجابي الذي لمسه مديري التوظيف بقوله:
اليوم مسؤول العمليات يعرف بالضبط المرشح في أي مرحلة. ومدير التوظيف يقدر يقيّم التجربة من أولها لآخرها
ويتابع معاذ حديثه عن أن أهم التحديات التي عالجوها والتي تمثلت في التخطيط السنوي للقوى العاملة:
كما تعلم شركتنا كبيرة جدًا ولذا فالعدد المطلوب توظيفه سنويًا كبير، أتخيل أننا لو لم نكن نعتمد على نظام مثل تالنتيرا فتركيزنا سيكون مشتت للغاية، لكن الآن الجهود صارت مركزة، فأنا الآن عندي جهة واحدة بركز فيها وطريقة معينة في العمل واضحة، فتخيل لو وظفت زميل جديد في فريقنا ولتوه بدأ العمل سيجد العمليات واضحة جدًا وسيسهل عليه بعد ذلك تبني طريقة العمل بصورة أكثر كفاءة وسرعة
الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسان؛ سند وإيفاليوفاي نموذجًا
أحد الفوارق الحاسمة في تجربة السعودية لهندسة الطيران مع تالنتيرا كانت في استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة إنسانية. يقول معاذ عيسى، مشرف استقطاب المواهب:
أنا كنت متردد في بداية استخدام تالنتيرا، ما كنت مقتنع بأن نظام ممكن يدير تعقيد التوظيف، لكن بصراحة بعد تالنتيرا، ما أقدر أتخيل نرجع للطرق القديمة
ويسلّط معاذ الضوء على إحدى أدوات تالنتيرا المفضلة لديه: «سند»، إحدى حلول الذكاء الاصطناعي التي طورتها تالنتيرا:
سند صار مثل زميل معنا في المكتب. يصيغ لنا الوصف الوظيفي بطريقة دقيقة ومنظمة، وفي اختبار المهارات التي نحتاجها للوظيفة خصوصًا في الجوانب الفنية والمهارية الخاصة بكل وظيفة لأنه في النهاية نحن خبرتنا في الموارد البشرية خبرة إنسانية وسلوكية فكلما اقتربنا من الأجزاء الفنية فتكون مساهمة سند معنا جدًا فعالة
وفي المراحل المتقدمة لعملية التوظيف، ساعد إيفاليوفاي وهو أداة اختبار المرشحين في تالنتيرا فريق نسرين في تصفية المرشحين بدقة وسرعة، من خلال اختبارات ذكية مبنية على معايير فنية وسلوكية خاصة بالشركة:
إيفاليوفاي ساعدنا كثيرًا في مرحلة تصفية المرشحين، لكن الاستفادة من الـ Ai في إيفاليوفاي كان جدا مميز بسبب إمكانية دمج شروط التقييم والاعتماد الخاصة بنا في اختباراتهم، فصار مسؤول التوظيف يشوف فيديوهات المرشحين ويقيّمهم خلال 5 دقائق ما وفر مجهود هائل على كل الأطراف
أما عبدالله الحربي، مشرف استقطاب المواهب أيضًا، فيصف التحول من منظور تجربة المرشحين:
من أول ما اشتغلنا على صفحة الوظائف مع تالنتيرا، تغيرت تجربة التقديم بالكامل. فصار عندنا واجهة احترافية، وإجراءات أسهل للمرشح.
ويضيف بالنسبة للسهولة التي أضافتها تالنتيرا لإجراءات تهيئة الموظف الجديد:
سهلت الأدوات المؤتمتة من تالنتيرا المهام المطلوبة في مرحلة تهيئة الموظفين الجدد. فصار كل شيء جاهز من أول يوم. وبوصفي مسؤول توظيف؛ فقد ارتحت كثيرًا وأصبحت حياتي أسهل، فاحنا بإذن الله لنا صولات وجولات مع تالنتيرا والأهم سنوات مديدة مع بعض
ليس ختامًا، بل بداية رحلة أكبر
لم تكن تجربة السعودية لهندسة الطيران مع تالنتيرا مجرّد تحسين لأدوات أفضل، بل كانت إعادة هندسة لعمليات التوظيف من الجذور. من الورق والمراسلات، إلى لوحات تحكم رقمية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
كما تقول نسرين:
في خلال عام 2024 حصلت شركتنا على عدد من الجوائز في الأتمتة والرقمنة وهذه المكانة لعبت فيها تالنتيرا دورًا كبيرًا جدًا، فلا نستطيع أن نوفيكم قدر الشكر، فاحنا ما قررنا نجدد اشتراكنا معكم لأنكم مزود خدمة، قررنا نكمل معكم لأنكم شركاء نجاح حقيقين
قصص ذات صلة
ترغب في تحقيق قصة نجاح مشابهة أو أكثر؟
دعنا نساعدك على إعادة صياغة تجربة التوظيف في مؤسستك، بخطوات ذكية، وبهدوء الواثق من أدواته.
لنفكر معًا.